[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ورد اسم السودان فى الكتاب المقدس والذى يضم كتابى التوراة والانجيل فى اكثر من 30 موضع واكثرها فى العهد القديم الذى يضم توراة سيدنا موسى ومزامير سيدنا داوود وكتب الانبياء الاخرى .
وقد عرف السودان قديما باسم كوش او اثيوبيا ، وقد استخدمت كلتا الكلمتين للتعريف عن تلك الرقعة الجغرافية التى تقع جنوب مدينة اسوان الحالية اى سودان اليوم ، وانا ليس بصدد عرض التسميات القديمة لهذا البلد العظيم بل بصدد عرض وتبيان ما خفى عن الكثيرين من تاريخ هذا البلد الضارب فى الجذور ، وما دفعنى للكتابة هو مدى التهميش الذى نراه فى حق هذا البلد الموعود فمن التهميش ما كان متعمد بفعل بعض المؤرخين و منه ما تم وينم عن جهل عميق ببعض كتب الانبياء ، كما ان هناك الكثير من النبوات و التى تحدث فيها انبياء بنى اسرائيل عن مستقبل هذا البلد العظيم او ما سيئول اليه الوضع مستقبلا ، ولكن بعض هذه النبوات صيغ بطريقة رمزية مما حار العلماء فى تفسيرها لاسباب نسوقها لاحقا .
الجنة المفقودة
اول ما ذكر عن السودان جاء فى توراة سيدنا موسى فى سفر التكوين الذى كتب بين 1450-1410 ق.م والذى وصف فيه سيدنا موسى بداية الخليقة اذ خلق الله الانسان ووضعه فى جنة عدن والتى يخرج منها نهر وأحد هذه الانهر هو نهر جيحون ( النيل ) المحيط بجميع ارض كوش اى السودان ، و لكن بعد تعدى الانسان على الوصية طرده الله من الجنة ومن ثم اخفيت عنه حتى لا تعبث بها يده مرة اخرى بعد ان اكل من تلك الشجرة المحرمة والتى نهاه الله ان لا يقرب منها ، وقد وضع الله ملاك ( كروبيم) لحراسة الطريق الى الجنة حتى لا تطالها يد الانسان مرة اخرى ، لذلك وبحسب النص التوراتى فان السودان هو امتداد للارض التى تقع الجنة المخفية فى نطاقها من ضمن ثلاث دول منها اليمن و العراق ( التكوين 2:13).
الله يدافع عن المراة الكوشية (السودانية)
ورد فى سفر العدد و الذى هو احد الاسفار التوراتية ان سيدنا موسى (1526-1406) تزوج بامراة كوشية ( سودانية) كانت سببا لتزمر اخويه هارون و مريم اللذان وبخهما الله على ذلك بقوله ( لو كان فيكم نبى لى انا الرب لظهرت له بالرؤيا وخاطبته فى حلم ، واما عبدى موسى فليس هو هكذا بل فما الى فم اخاطبه صراحا لا بالالغاز ، واشتد غضب الله عليهما اى سيدنا هارون و مريم ( سفر العدد 12).
ويتضح من النص التوراتى اعلاه ان سيدنا هارون واخته مريم لم يكونا راضيان بزواج سيدنا موسى من تلك المراة السودانية لذلك وبخهما الله على ذلك ولم يرد اى ذكر لتلك الزيجة فى اى من الاسفر الاخرى اطلاقا ولكن جاء فى بعض الروايات السودانية المتاخرة ( السودان عبر القرون ) ان سيدنا موسى تزوج بتلك المراة السودانية بعد ان ساعدته على الدخول فى احد القلاع الحصينة فى شمال السودان ، وكان سيدنا موسى اميرا فى مصر وقائد لاحد جيوش الفرعون الذى تربى فى قصره ، ومن المعلوم ان سيدنا موسى ترك القصر وكان عمره 40 سنة ، لذلك تزوج سيدنا موسى تلك المراة السودانية مقابل الخدمة التى اسدتها له اذ مكنته من دخول ذلك الحصن المنيع فى شمال الشودان .
ومما يجدر ذكره ان التوراة ذكر اسم زوجة واحدة لسيدنا موسى وهى صفورة ابنة كاهن مديان ، لذلك يذهب بعض المفسرين ان صفورة ربما هى نفس الزوجة السودانية المذكورة لا سيما وان التوراة لم يذكر اى زوجة اخرى لسيدنا موسى ، وان والدها كاهن مديان كان رجل صالح يعرف الله الواحد وكان حلال للعقد ويجيد التنظيم لذلك تدرب سيدنا موسى على يديه ، و هو اى يثرون من احد القبائل السودانية التى نزحت لارض سيناء .
و ما ذكر فى التوراة فى مجمله يشكل دفاع عن المراة السودانية وتعد اول امراة يدافع عنها الله نفسه كما جاء فى التوراة ، و من الواضح ان نسل سيدنا موسى من امراته السودانية لم يطب لهم المقام فى ارض الميعاد التى وهبها الله لهم ، فبوادر التزمر بدات وسيدنا موسى حى وسط قومه فكيف يكون الحال بعد وفاته … ؟ وعليه نعتقد بان المراة السودانية اخذت اولادها وعادت بهم لشمال السودان بعد وفاة سيدنا موسى وعاشت عزيزة مكرمة وسط اهلها .
والتوراة يقول بان سيدنا موسى لم يدخل ارض الميعاد رغم انه قاد شعب اسرائيل فى البرية لمدة اربعون عاما وقد امره الله بان يصعد الى جبل نبو ليموت هناك ويدفن وقد اخفى الملاك جسد سيدنا موسى حتى لا يعرفه انسان ( سفر التثنية 23 ) والحكمة فى الاخفاء هى ان لا يتخذ بنى اسرائيل مقاما لسيدنا موسى يزار او يعبد من دون الله .
وهناك رواية وصلتنا بالتواتر من اجدادنا الهوارة مفادها ان سيدنا موسى عاد مع ابنائه لارض السودان ومات ودفن فى السودان وليس فلسطين ورغم ان الرواية ينقصها الدليل شانها شان تلك الروايات المتواترة عن ارث شمال السودان العريق . و لكن الثابت ان التداخلات اللغوية العبرية فى شمال السودان لا تعد ولا تحصى وتحتاج لمتخصص للخوض فيها ولكن نذكر على سبيل المثال :
حلفا : مشتقة من نبات الحلفا و هو النبات الذى خبئ فيه سيدنا موسى خوفا من بطش الفرعون ( سفر الخروج 2) .
عبرى: كلمة عبرية معناها عبرانى وهى مدينة بالشمالية غنية عن التعريف.
سكوت: منطقة وسكوت كلمة عبرية معناها ارض المظال ، وفى هذه المنطقة اقام سيدنا يعقوب والد اسباط اسرائيل ظل له ولبهائمه تقيه اشعة الشمس الحارقة ، لذلك سميت سكوت وقد امر سيدنا موسى بنى اسرائيل ان يكون هناك عيد للمظال سنوبا تخليدا لتلك الذكرى .
فالتقاليد والعادات العقائدية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً باليهودية لا تحصى، وقد تجنب الكثير من الكُتاب والباحثين الخوض فيها لحساسيتها.
علوة: كلمة عبرية ومعناها المنطقة العالية ، والمعروف ان وادى النيل الاعلى هو السودان والادنى هو مصر.
الملك ترهاقا
ورد فى كتاب النبى اشعياء (ع) والذى يعتبر من اعظم انبياء بنى اسرائيل بعد سيدنا موسى بان ملك السودان ترهاقا قد خرج بجيشه لمناصرة الملك حزقيا ملك المملكة الجنوبية فى اسرائيل (715-697) ق.م . وهذه اول قصة مذكورة تدل على التعاون العسكرى بين العبرانيين والكوشيين وقتذاك ، ولا توجد تفاصيل لهذا التعاون العسكرى ( اشعياء37).